.. وسأرفع شارةَ النصر، مثَقَّفاً شيوعياً ملحِداً استيقظ على كونه شيعيّاً بالولادة. فأتوخى أن أظهر هويّتي الشيوعية/ الشيعية الحرّة، والحرّة فقط منذ أعوام أربعة في صراخ إعلامي صار يسمى سياسة. وأنا في أسوأ الأحوال، ولأسباب اجتماعية شديدة الخصوصيّة، «علماني» شيعي أمام جدتي المتديّنة. سأعلن الانتصار يسارياً في اليمين، أو يمينياً في اليسار، لكن بديموقراطية. فأتعهّد الإطلالات الصحفية، الشتّامة لخارج قريب والمغفِلَة لخارجٍ بعيد، وأعتمد سياسة تقطيع الوقت. سأحرص على أن أحيّي رجل الدين المسيحي على موقفه السياسي الأخير، أو أدافع عن الدولة الإسلامية الكبرى لأنها راعية المحور الذي أنتمي إليه. سأجمع حولي بعضَ شبابٍ متحمس، مغرقاً إياهم في مازوشية خالصة. الحماس هو الوجه البريء للوهم. .. وسأرفع الأصبعين، شيوعياً مبرِّراتِيّاً. أصمت عن تجاوزٍ مجاوِر وأبرِّر بوجود معسكرين دون ثالث. وآخذ [&hellip
المزيد...من هذه الطريق البحرية بدأ كل شيء. محا الدخان الأسود زرقة السماء، وابتلعت الفجوة السوداء بقايا أجساد بشر ومبانٍ وحديد سيارات. من هنا مرّ من مرّ، وحدث ما حدث. سيتردد لاحقاً صخب الصراخ في الخطابات التلفزيونية. هنا سيقف تمثال بعد ثلاثة أعوام على بداية كل شيء. التماثيل تُستَحضر من كتاب تاريخ غير موحّد، وتراقب. تراقبنا. هنا بعد حين، سيرفع على الأكتاف طفل، وسيجول شاب بين المسلحين على دراجة نارية. وعلى هذا الإسفلت ستمر مدرَّعات جيش، وتدب أصوات أقدام قوى مكافحة شغب. فوق هذه الطريق سيرمي مجهولون قنبلة صوتية، فيفيق رجل ستيني، ويتملكه الأرق، ويدخن ست سجائر في الشرفة حتى طلوع الصباح. ستة فقط، لا خمسا، ولا سبعا. سجِّل هذا عندك لئلا تنسى: «ستا»! تحت شرفة الرجل القابعة على تخوم المدينة، [&hellip
المزيد...غوغل يرتدي عمامة! يقول الخبر: إطلاق محرر بحث خاص بالمسلمين. الاسم: «غوغل الإسلامي». اللوغو الخاص به يستدعي لوغو موقع «غوغل» الشهير مع إضافة لصورتي قبة مسجد ومئذنة، والبحث على المحرك يشمل الانترنت، المواقع العربية، والفرنكوفونية. المعلومات شحيحة للغاية. كل ما يستطيع المرء إيجاده هو معلومات صحافية متكررة لا تضيف أي جديد. الفقرة اليتيمة الموجودة على موقع «غوغل الإسلامي» تشرح باللغة الإنكليزية تحت عنوان «عَنّا»: «هو محرك بحث إسلامي مدعوم من غوغل (powered by)، مهمته تأمين وسيلة للحصول على نتائج بحث عن الإسلام (..). «غوغل الإسلامي» ـ مدعوماً من «غوغل» ـ يستخدم تقنية «بحث آمن»، فيأتي بنتائج بحث من كل الانترنت مع أفضلية أكثر لنتائج البحث المستمدة من المواقع الإسلامية الشهيرة، ويغفل الكمية الأكبر من نتائج البحث ذات المضمون اللاأخلاقي (morally [&hellip
المزيد...يبدو الأمر أشبه بالبارحة. هل مرَّت فعلاً خمس سنوات على انطلاق موقع »التواصل / التشبيك الاجتماعي« الأشهر »فايسبوك«؟ أصلاً هل بات التواصل والتشبيك الاجتماعيان بحاجة إلى .. »فايسبوك«؟ لا يخفى على المتابع أن عصراً جديداً يعتمد على البرمجية، بدأ منذ زمن. تحديداً في السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي. أنبالغ إن أسقطنا تغيرات اقتصاد ونمط حياة وبروز نظام عالمي جديد على تحولات البرمجية ونظام عيش الفرد؟ لا نبالغ. تحولات البرمجية دفعت أكثر باتجاه أن يكون المستخدم ـ الفرد هو اللاعب. كل من الأحادية العالمية وسقوط النظريات المجموعية ترافقا مع ترفيع »الأنا« أكثر وتظهيرها. قد يظهر من يقول إن »حب النجاح والظهور الفردي« فطرة أساسية لدى الإنسان. صحيح. لكن هل يمكن الإنكار أن البرمجية ووسائل الإعلام والإعلان الجديد، أخذت تدفع بالصفات [&hellip
المزيد...أنت وأنا “نجَّم” المذيع. صوَّرهم وتكلَّم عنهم و”نجَّم”. هل يُلام؟ أنت الذي تكتب قصتي الآن، ألا تفعل الشيء ذاته؟ يا خطاً رفيعاً بين الاستخدام والدعم، يا خطاً رفيعاً بين المال والمهنية، من يحددك؟ من يراك؟ وأنا؟ أنا؟ (أنت من يكتب “أنا”. هل هو “أنا” فعلاً؟ أسألك أنت. أنت!) متى أتوقف عن طرح الأسئلة وأقبل بكل شيء؟ بالقتل وتغطيته؟ بالحروب المراقبة دولياً؟ (هذه أسئلة تطرحها أنت الذي تكتب). أنا، متى أتوقف عن استخدام علامة الاستفهام البائسة هذه؟ (هذا أنا، لا أنت!) قصيدة ذكيَّة هناك من يوزّع المنايا من وراء حدود تعبتُ في ملاحقة ترسيمها على الأرض. “حديد، رصاص. حديد، رصاص. حديد، رصاص”. الرصاص رحمة. الرصاص ذكرى سبعينية وثمانينيّة فات أوانها. الرصاص حكايا الآباء والأجداد. يا شعراء، وسِّعوا معاجمكم. أدخِلوا ألفاظاً حديثة، [&hellip
المزيد...العام 1995: لم يستسيغا بعضهما في لقائهما الأول. كلاهما يمــثل شخـصية متطرفة تعاكس الأخرى. انتهى النقاش بينهما حاداً بلا نتيجة. كل منهــما يملك إجابة تعارض الآخر على المسـائل المطروحة. رغم ذلك، تولى أحدهما إرشاد الآخر في زيارة لاخــتيار اختــصاص مــا بعد الجامعة. سيرجي برين (23 عامــاً حينها) كان المرشد في جامعــة ستــانفورد، لاري بايج (24 عاما حــينها) كان الخريج الزائر من جــامعة ميتــشيغين. أتى لاري من خلفية هندسية، كان يبحث عن اختصاص كي يواصل دراساته في جامعة ستانفورد، وانتهى، كما سيرجي، طالباً لعلوم الكمبيوتر في الجامعة نفسها. عام 1996 عملا ســوياً على محــرك البحث الأول: “باك رب” (الترجمة الحرفية للفظ الأجــنبي هي “حك الظــهر”!). الفكرة كمنت في تحــليل كل الروابـط التي تشير إلى موقع معين. هــي فكرة لم تــكن قد [&hellip
المزيد...لا يكل العاملون في مختبرات »غوغل« من ابتكار الجديد. مهمة »غوغل«، كما يقول الفريق العامل في المختبرات، هي »تنظيم معلومات العالم أجمع بطريقة مفيدة وسهلة للمتصفحين«، وبما أن المحتوى المرئي (الفيديو) على الإنترنت يزداد يوماً بعد يوم، كان لا بد من خدمة جديدة.جديد »غوغل« اسمه »غودي« (Gaudi)، وهو تصغير لعبارة Google Audio Indexing أي ما معناه »فهرسة غوغل الصوتية«. هي خدمة صار عمرها شهرين، وبدأ العمل بها في 16 أيلول الماضي، تماماً قبل الانتخابات الأميركية. تعد »غودي« تقنية جديدة توفر للمستخدمين طرق بحث أفضل في شرائط الفيديو على موقع »يوتيوب«. هي تستخدم تقنية الصوت لإيجاد الكلمات داخل شرائط الفيديو، وتسمح للمستخدم بالقفز إلى المكان الذي ورد فيه اللفظ المبحوث عنه على لسان الشخص في الفيديو، وذلك عبر إشارات صفراء [&hellip
المزيد...كانت تعشق ذلك الحذاء الزهري وتفضله على بقية أحذيتها. تجلس مع جدها وتقول له: “اربطلي ياه، فـلَّت”، ويقوم جدّها بالواجب كما دائماً، مبتسماً.مرةً طلبت منه أن يعلمها كيفية ربطه. قضى نهاراً كاملاً في تعليمها ولم يفلح. ذهبت إلى نومها حزينة. في الصبيحة التالية، أتت إليه بزهو: “أنظر! ربطت حذائي بنفسي”. تلك كانت ربطتها الأولى. ذلك كان أول حذاء يحفَّظ في أرشيف ذاكرتها.اعتادت أن تقضيَ نهارها مع جدها السبعيني. لما لاحظت تدهور صحته، سألته عما يحدث له. كان يقول لها إنه سيذهب إلى فوق. لـماذا هو وليس هي، تسأل. يجيبها أنه من الطبيعي أن يذهب هو قبلها. ترتفع حرارة الأسئلة: “شو فيه فوق؟”. يصمت للحظة. ماذا يقول لها؟ في تلك الدقيقة، كانت “لولو السويعاتية” ترحِّب بجدها على ما تبقى من “تلفزيون [&hellip
المزيد...مرِّر تيتا لطيفة في الإعلان شنطة اليد خاصّتها في جهاز مراقبة حقائب السفر. يأخذ رجل الأمن في المطار الشنطة ويفتحها ليفاجأ بعلب اللبنة والجبنة داخلها. يقول بالفرنسية “هناك الكثير من السوائل”. تستنجد تيتا لطيفة بالرجل القريب منها لفهم ما قيل بالفرنسية. يجيبها مرافقها بأن رجل الأمن يرفض أن تأخذ معها كل هذه الكمية. تجفل تيتا لطيفة. هذه لبنة وجبنة حمّلتها معها إلى كندا لأبنائها وأولاد أولادها. تستعطف رجل الأمن، فلا يرد. يترجم مرافقها استعطافها إلى الفرنسية على طريقته، لكن تبوء جهودها في تمرير أطعمتها بالفشل. الإعلان المعروض على الشاشات ذو حس كوميدي للغاية، عن لبنة وأجبان من مزارع محلية، أخرجته المخرجة السينمائية نادين لبكي ونفذته وكالة “ليو بورنت” الإعلانية و”زوو” للانتاج. أهم ما في الإعلان، على جاذبيته الكوميدية، هو ارتكازه [&hellip
المزيد...