نحو فهرسة صوتية/لفظية كاملة على الإنترنت؟
نُشر في December 5, 2008
لا يكل العاملون في مختبرات »غوغل« من ابتكار الجديد. مهمة »غوغل«، كما يقول الفريق العامل في المختبرات، هي »تنظيم معلومات العالم أجمع بطريقة مفيدة وسهلة للمتصفحين«، وبما أن المحتوى المرئي (الفيديو) على الإنترنت يزداد يوماً بعد يوم، كان لا بد من خدمة جديدة.جديد »غوغل« اسمه »غودي« (Gaudi)، وهو تصغير لعبارة Google Audio Indexing أي ما معناه »فهرسة غوغل الصوتية«. هي خدمة صار عمرها شهرين، وبدأ العمل بها في 16 أيلول الماضي، تماماً قبل الانتخابات الأميركية.
تعد »غودي« تقنية جديدة توفر للمستخدمين طرق بحث أفضل في شرائط الفيديو على موقع »يوتيوب«. هي تستخدم تقنية الصوت لإيجاد الكلمات داخل شرائط الفيديو، وتسمح للمستخدم بالقفز إلى المكان الذي ورد فيه اللفظ المبحوث عنه على لسان الشخص في الفيديو، وذلك عبر إشارات صفراء خاصة تظهر في خط التشغيل أسفل الفيديو. هكذا وبنقرة فأرة بسيطة، يستطيع المستخدم الانتقال إلى اللحظة التي استخدمت فيها الكلمة المبحوث عنها داخل الفيديوهات الموجودة على »يوتيوب«.لنبسِّط الأمر بطريقة أسهل: يريد المستخدم أن يعرف آراء أوباما المتعلقة بالاقتصاد بشكل عام. يضغط على أوباما في موقع »غودي«، ليحصل على كل الفيديوهات التي يظهر فيها أوباما. يطبع بعدها في خانة البحث على الكلمة التالية: economy، فيورد له الموقع كل شرائط الفيديو التي تكلم فيها أوباما واستخدم فيها كلمة »اقتصاد« مع جمل مقتطفة، بالإضافة إلى موضع قول الكلمة على شريط التشغيل لتسهيل الانتقال بين نتائج البحث.هكذا يصبح المستخدم أمام نتائج بحث مرئية لا كتابات، مما يسمح له مثلاً الاطلاع على آراء أوباما من دون تحرير أو تحليل. هو أمام العبارة منطوقة من ثغر أوباما، ولا مجال للخطأ والتحريف والرأي الشخصي.
لا تزال التقنية مقتصرة على المحتوى السياسي وتمر بفترة تجريبية. أصلاً، أطلقتها »غوغل« لتتيح للمستخدمين المقارنة بين نظرتي كل من أوباما وماكين إلى بعض المواضيع المثارة في حملتيهما الانتخابيتين. فقد بدأ تطبيقها حصراً على ملفات الفيديو الواردة على قناة السياسيين (Politicians) على موقع »يوتيوب«. أما سبب إطلاقها في فترة مهمة كفترة الانتخابات الأميركية، فلمعرفة وقعها على مستخدمي »غوغل«. إنها جزء من إعلام يستخدم الوسائط الإعلامية الجديدة إلى أقصى مدى، تماماً كـ»مناظرات سي أن أن« على »يوتيوب«. هي كما يقول صانعوها »خطوة أولى اختبارية تلحقها خطوات أخرى«، كتطبيقها على كل شرائط الفيديو على مواقع الفيديو انطلاقاً من »يوتيوب«.
لكن ماذا عن دقة الترجمة اللفظية للعبارات الصوتية؟ الأمر يحتمل أخطاء الترجمة، وفي هذا المجال هناك أكثر من مثال، لكنَّ »غوغل تستقبل دائماً تقارير بالأخطاء من المستخدمين وتصلحها، وفريق الأبحاث يطور المحول الصوتي/اللفظي أكثر ليصير أكثر دقة في ترجمة العبارات«. هو إذاً عمل مستمر.طبعاً، تقتصر التجربة حتى الآن على اللغة الإنكليزية. وفي مراحل أخرى قد تطال لغات أخرى، بحسب نجاح التجربة، ما يضع اللغة العربية على لائحة الانتظار.الواضح أن الفهرسة هذه لو وصلت إلى دقة واضحة، لأتاحت فتحاً جديداً في وسائط الإنترنت، لينتقل المستخدم من البحث في المكتوب إلى… البحث في مضمون المرئي.
المكتبة تكبر على الإنترنت!
لاستخدام خدمة »غودي«:http:labs.google.com/gaudi
نُشِرَ في صوت وصورة بجريدة السفير في 5 كانون الاول 2008