سنودن وهوية “الويب”

نُشر في June 24, 2013

لا تزال خطوة إدوارد سنودن تتفاعل. الأمر لا يزال يكتنفه بعض الغموض الذي يشوبه أحياناً في الصحافة العربية الجهل التقني والحماسة الشعاراتية المعهودة. يخلط البعض قضية “بريزم” بالرقابة على الهواتف، والرقابة على الشبكات الاجتماعية أو حتى “الهاردوير”، إضافة إلى الرقابة على الإنترنت. بيد أنّ الأمر رسا أخيراً على التفاصيل الأكثر أهمية (على الأقل لدى الأميركيين): مدى قدرة برنامج “بريزم” على اختراق خوادم الشركات العملاقة المذكورة في تقارير الصحف بلا إذنهم، واحتمال أن يكون التنصت قد شمل المواطنين الأميركيين داخل الولايات المتحدة. ففيما تحيل فرضية اختراق الخوادم إلى احتمال مقاضاة مواطنين أميركيين لحكومتهم بسبب خرقها روح التعديل الرابع للدستور الأميركي، تدفع فرضية تعاون الشركات الطوعي/ القسري مع الحكومة، في إتجاه سقوط فكرة سياسات الخصوصية التي يوقّعها المستخدمون عند ولوجهم الشبكات، وتنبئ [&hellip

المزيد...

“أسرار صغيرة”.. حياة ثانية؟

نُشر في May 23, 2013

تستهل الإعلامية ريتا خوري كتابها بمقدمة، هي عبارة عن نص قصير مبرِّر، كُتب خصيصًا للكتاب، بعد جمع تدوينات نشرتها الكاتبة بين العامين 2006 و2011. تشير المقدمة القصيرة إلى أن “أمتع الكتابات هي تلك التي تكتب باسم مستعار (..) هنا فقط تكمن الحرية”، وذلك في محاولة رد الجميل إلى مكونات الوسيط التدويني، فيعرف القارئ أن النصوص ظهرت أصلًا كتدوينات بأسماء مستعارة، ليتماهى الكتاب تلقائيًا مع عنوانه، “أسرار صغيرة”، من دون أن يدعي أكثر. هذه الكتابات إذاً، التي أنتِجَت في ظل انعدام هوية صاحبتها، تستعيد في شكلها الحالي اسم كاتبتها الأصلي المتداول اجتماعياً خارج عالم الويب، مترافقةً مع التحرير النصّي الذي قد يبدو صارماً بالنسبة إلى من كان قد تتبع بعض المدوّنات على الويب. لكنّ هذا التحرير، للأمانة، يحاول البحث عن منطقة [&hellip

المزيد...

برنامج الواقع فعلًا

نُشر في April 25, 2013

يقف المشترك وراء منبر ويوجه رسالته اليومية للبنانيين. في خليط من الاستدراجات العاطفية والاستعارات المحفوظة من الموروث التلفزيوني المحلي، يسمع المشاهد المقاربات التبسيطية في التعليق على أحداث اليوم في البلد والبلدان المحيطة. تظهر الناشطة المدنية الضائعة التي تقارب العمل العام بمبدأ الجزع عند اكتشاف مقاربات لا أخلاقية في العمل العام. تطلّ مناصرة الجيش بالبدلة العسكرية لتوجّه تحية. يتقدّم الحزبي، الذي نسمع عن حزبيته عرضًا وبالصدفة على لسان مشترك آخر، ليطرح كلامًا أخلاقيًا، ومن دون أن يعرف المشاهد شيئًا عن تجربته الحزبية. أما المشتركة المقربة حزبيًا فتلقي خطابها، متوخيةً، قدر الإمكان، عدم إظهار هواها الحزبي في العرض الأسبوعي العام (أمام أعضاء لجنة الحكم الضليعين في الإعلام والسياسة) وتقصر صراحتها على آرائها في البرنامج اليومي (للمشاهدين اليوميين) استدرارًا للتصويت. وتبقى أخيرًا النكهة [&hellip

المزيد...

زياد و”مشروع ليلى”

نُشر في April 20, 2013

خلال أسابيع قليلة، حلّ كل من زياد رحباني وفرقة “مشروع ليلى” ضيفين على برنامج “البرنامج؟” لباسم يوسف، في حلقتين مختلفتين. كان الأول بين الحضور، واحتلت الفرقة المسرح في الثلث الموسيقي الأخير والمعتاد(1)، لتقدم أغاني قديمة وجديدة. خط تماس متخيّل المشهدان المنفصلان والمتباعدان زمنيًا، يمكن وصلهما بحركة مونتاج بسيطة: قص، قص، لصق، شاهد. زياد مشاهِدًا غير فاعل وسط الجمهور، وأعضاء “مشروع ليلى” مؤدين على المسرح. هذا الإغراق في التخييل لا يمنع الاعتراف بأن التقطيع هذا قد لا يعكس حقيقة الوضع، بدليل ظهور الرحباني في برامج حوارية ومنوعات في الآونة الأخيرة. التماس الحقيقي بين الطرفين كان قبل ذلك بأسابيع، عندما سئل زياد عما إذا كان يتابع فرقاً مثل “مشروع ليلى” في مقابلة مع الصحافي المصري سيد تركي في “المصري اليوم”(2). أجاب الرحباني: [&hellip

المزيد...

رجعيّة أخرى

نُشر في April 3, 2013

فتاة تمشي في مكان عام. فجأة، يظهر لها رجل، ويمسك بها محاولًا اغتصابها. – ربنا يخليلك أختك! – ما عنديش إخوات بنات. يجيب المتحرش دافعاً إياها نحو العشب محاولاً اغتصابها، لكنّ الفتاة تتملص منه باستخدام البخاخ وتنجح في الهروب. بعد زمن غير محدد، وفي مشهد تالٍ، يظهر الفتى نفسه مصاباً في المستشفى. من ثم تظهر الفتاة نفسها ممرضةً لتضمّد جرحه. تفاجأ به. يفاجأ بها. ابتسامة ماكرة على وجه الفتاة. خوف وتوجس بادٍ على وجه الفتى. إلى يمين الشاشة يظهر ممثل غاضب، يقول: “خفت؟ خفت يا عنتر؟ أكيد لأنك جبان! طلعت أجدع منك! المرة الجاية هيي اللي ح تركضك. فهمت؟ فهمت يا عنتر؟” تعليق صوتي مصحوب بكتابة على الشاشة: “مصر ما حدش يتحرّش بيها… معاً لمكافحة أفعال لا إنسانية”. *** ما [&hellip

المزيد...

دراما الصدفة

نُشر في April 1, 2013

تعرض قناتا “أل دي سي” و”أل بي سي” حالياً، في أوقات متفاوتة، مسلسلين للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف (“عندما يبكي التراب”، “للحب وجه آخر”). في المسلسلين: الكل يعرف الكل. الكل يتعثر بالكل. الكل يكتشف ماضي الكل. هذا يعرف ذلك. ذاك يتعرف على هذا. هذه تحب هذا. لكن هذا هو ابن ذاك. الكل عائد لينتقم. لكأن المدن كلها شارع واحد، يحوي منزلاً واحداً. عند مشاهدة مسلسلات كهذه، لا يفهم المرء كيف يتعثر الجميع بالجميع. يُعزى ذلك بالطبع إلى “تيمة” الانتقام. السر المخبوء سيُكشف في الحلقات الأخيرة، لكنه مكشوف للمشاهد منذ الحلقات الأولى! وتباعاً، لا يُفهَم الإصرار في مسلسلات، كتبها وأخرجها الثنائي نفسه، على التيمة والاكتشافات نفسها. وما هي هذه المساحة المكانية التي تجعل الجميع يرتطم بالجميع؟ ما هذا الانتقام الموروث [&hellip

المزيد...

باسم يوسف: أزمة الوسيط

نُشر في March 17, 2013

تطرح حلقات الموسم الثاني من برنامج باسم يوسف (البرنامج؟) مجددًا مسألة الفارق بين المعروض على الشاشة الصغيرة وما يُرفَع على الويب. فالبرنامج الذي بدأ كـ”فيديوهات” على “يوتيوب” في عزّ الثورة المصرية سرعان ما تحوّل إلى الشاشة الصغيرة في موسم أول على قناة “أو تي في” وموسم ثانٍ على قناة “سي بي سي”. وإذْ توالت حلقاته حتى بات برنامجًا مكرسًا يفرض شروطه، أخذ يدفع مساحته اللفظية شيئًا فشيئًا، مارّاً على شتائم يومية يستخدمها المصريون. إلا أنه سرعان ما اصطدم بانتقادات جمهور محافظ (من دون أن يكون سلفيًا أو إخوانيًا بالضرورة)، ما دفعه إلى وضع تلك اللوحة التنبيهية في بداية كل حلقة التي تعلمنا أن الحلقة للكبار فقط، وكان قد سبق ذلك في الموسم الأول لوحة تنبيهية ابتدائية أخرى تشرح أنه برنامج… [&hellip

المزيد...

صورتان .. أو أكثر

نُشر في February 7, 2013

الصورة* فاتنة. فيها ألوان صاعقة، وضجيج خلفي، وذهول واقفين، ولا مبالاة عابرين. في الصورة أكثر. الناظر غير المتابع للأخبار سيرى أولًا امرأة بشعر رمادي، ومعطف زهري، وشالاً وكنزة خضراء وبنطالاً أسود. امرأة ترفع شارة النصر. ستلفته أكثر ما تلفته الألوان. وعندما يعرف الخبر وراءها، سيقول إنه العزاء الملوّن. وسيرى الناظر، فيما لو واصل التحديق، مصوّرة في الخلف تركّز في التقاط صورة، ومواطناً مذهولاً يحمل ورقة مموّهة، وآخر يتابع طريقه أو يقف متحدثاً مع آخرين معطياً ظهره للصورة. في الصورة صورة أخرى لم تُرَ، التقطتها المصوّرة الواقفة في الخلف. فيها سيبدو ظهر بسمة الخلفاوي فقط وهي تواصل مشيها. ترحل تماماً كالرجل الذي يبتعد عنها في الصورة الأصلية، أو تبتعد عنه. في الصورة هذه لا وجه، ولا عينين متورمتين، ولا حزن بادياً [&hellip

المزيد...

أدب سلمى الفاضح

نُشر في February 2, 2013

أحداث ماسبيرو مثال أول. نزع خيام المعتصمين أكثر من مرة في الميدان، المحاكمات العسكرية، وكشوف العذرية، أمثلة أخرى. لكأن هذه المراحل وجدَت غير رئيسية. فهي لا تناسب الأمزجة الشعبية والسياسية والاجتماعية، ولا تليق بصورة نظيفة يراد تصديرها عن الثورة. وهي إن نوقشت، دائمًا ما ترُمَى على كتف البلطجي، “ليكس لوثر” الثورة المصرية. لكن الثورة بدأت خارج “الماينستريم” أصلًا. القنوات الفضائية الرئيسية لحظَتْها بعد يومين على اندلاعها. فيديوهات حوادث الصدم بسيارات الأمن للمتظاهرين ظهرت على الشاشات بعد يوتيوب بأيام. كان ذلك قبل زمن عدم التدقيق المنفلت اللاهث وراء فيديوهات الويب. مذ ذّاك، بل قبل، ثبّت الناشطون تقليد الشهادات المكتوبة على “فايسبوك”. ردم هذا الفجوات بين إعلام رسمي يغض النظر وإعلام خاص ينتقي الحدث، وسياسيين عجائز يلحقون بشباب الميادين بضوابط سياسية كثيرة. [&hellip

المزيد...