ميرون

نُشر في May 28, 2008

Share Button

2008 05 28ولدَت ميرون منذ ثلاثة أعوام. (سمعتُ مرةً راسِمتها تقول إنها أسمتها باسم قرية تقع في شمالي أرضٍ محتلة قريبة، هي نفسها لم تدسْها. لم تفهم ميرون ذلك وقتها، ولكنها برَّرت لراسمِتها بعد ذلك وطأة اسمها الذي اختارته لها).تقول ميرون إنها في وضع لا يسمح لها بالكلام، لذلك، تلجأ بعض الأحيان إلى الصمت والصورة الجامدة (وإن كرهت ذلك راسمتها). فالجمود، بعكس الظاهر، هو أكثر ما يعبر عمّا حدث ويحدث، وسيحدث. ولهذا، لهذا فقط، تصمت وتحتضن كل ما ومن حولها.ميرون تحب القمر (بدراً أم هلالاً)، البالونات، الفراشات، أغصان الأشجار الممتدة فوق، والنغمات المتطايرة في فراغات الهواء المحيط بها.وهي تملك ضفيرتيْن سوداوين، يزدادان طولاً بمرور الأحداث من حولها. وهي تحرص على تسريحهما بنفسها كل صباح. (أحياناً تطلب من راسمتها أن تنتظر قليلاً حتّى تنهي جدل ضفيرتيها).تعظم الأحداث حولها وتبقى ميرون صغيرة. لا تعرف أن الصِغَر هو ما يجعلها تلاحظ سخافة كل ما يثقل المحيط حولها. تحدِّق بتفاصيل الأشياء وتصمت. تُرسَم أحياناً، وفي مرات تقود هي بنفسها ريشة راسمتِها إلى رسمة منشودة تكون هي جزءً منها.إنها تعرف أنكم تنظرون إليها، لكنها لا تستطيع أن تفهم تلك النظرات. فلا تحدقوا بها كثيراً. وجنتاها تحمرّان وإن بانتا سوداوين لكم.ميرون تحذِّركم: إن واصلتم النظر، ستسعى للخروج من ذلك الإطار الأسود.

نُشِرَ في شباب السفير في 28 أيار 2008